وأما أنها " منصورة " فقد جاء تمثيلها في كتاب أهل الكتاب بالجبل الذي إن وقع على شيء سحقه ( كما وقع الفاتحون الأولون على مملكتي كسرى وقيصر )، ومن وقع على الجبل ترضرض ( كما حدث للصليبين والتتار والمستعمرين الأوربيين)، وقد أخبر الصادق المصدوق أنه لا تزال طائفة منها منصورة لا يضرها من خالفها، ولا من خذلها يجاهدون على الحق حتى يأتي أمر الله.
والمقصود أن أمةً جمع الله لها هذه الخصال لا يجوز لها أن تيأس بحال من الأحوال، ولا يَظُنُّ أنها ماتت وقضي أمرها إلا من كان من الظانين بالله ظن السوء، أو الغافلين عن سنة الله فيها، فيحسبون أنها كسنته في غيرها،مع أن تاريخها سجال بين الكَرَّة والفَرَّة، والنهوض والسقوط، والاختلاف والائتلاف، لكنَّ المَعْلَم الثابت في كل الأحوال هو حسن العاقبة وخير المآل، فما كان لشرقي ولا لغربي إذ هاجمها الصليبيون أن يظن أنها ستقلب الميدان إلى عمق أوروبا، أو إذ اجتاحها التتار أن يتصور أنها ستفتح بهم روسيا وتغزو بهم شمال أوروبا!!